إنجازات الرؤية والمؤشرات الدولية

يعد الذكاء الاصطناعي مجالا نشطا واعدا في مجال أتمتة أنشطة الحياة وإجراء التنبؤات وتصنيع منتجات وخدمات جديدة، فضلا عن وظائف أخرى يؤديها في حراك العصر الحالي، وهناك كلام كثير يقال في هذا التطور النوعي المهم، الذي بات يعمل عليه المهتمون بالبحث العلمي والمعرفة الإنسانية، ويكتنز عديدا من الفوائد والميزات، إذ يمكن أن يساعدنا على حل بعض أكثر مشكلات العالم إلحاحا، مثل تغير المناخ والفقر والمرض، وكذلك تحسين نوعية حياتنا وعالمنا الفني، التصميم، والعمارة، والهندسة وتسيير مجمل شؤون الحياة. ومن الواضح أن مستقبل الذكاء الاصطناعي أصبح تكنولوجيا ذات قدرات عالية لتغيير عالمنا بأساليب نوعية مختلفة، وسنحتاج إلى البدء بالتفكير في الكيفية التي نريد استخدامه بها. وعلى هذا الصعيد شكل الذكاء الاصطناعي أحد أهم المحاور التي تضمنتها رؤية المملكة 2030، فهذا الجانب لا يلبي الاحتياجات الحالية والمستقبلية فحسب، بل يتناغم مع المسار المتطور لاستراتيجية البناء الشامل في السعودية ككل. وقطعت الحكومة أيضا أشواطا واسعة في هذا المجال، استنادا إلى مخططات اختصرت مساحات زمنية ضرورية لتحقيق الأهداف المنشودة. ولأن الأمر كذلك، اح

A person who loves writing, loves novels, and loves life.Seeking objective truth, hoping for world peace, and wishing for a world without wars.
إنجازات الرؤية والمؤشرات الدولية

يعد الذكاء الاصطناعي مجالا نشطا واعدا في مجال أتمتة أنشطة الحياة وإجراء التنبؤات وتصنيع منتجات وخدمات جديدة، فضلا عن وظائف أخرى يؤديها في حراك العصر الحالي، وهناك كلام كثير يقال في هذا التطور النوعي المهم، الذي بات يعمل عليه المهتمون بالبحث العلمي والمعرفة الإنسانية، ويكتنز عديدا من الفوائد والميزات، إذ يمكن أن يساعدنا على حل بعض أكثر مشكلات العالم إلحاحا، مثل تغير المناخ والفقر والمرض، وكذلك تحسين نوعية حياتنا وعالمنا الفني، التصميم، والعمارة، والهندسة وتسيير مجمل شؤون الحياة. ومن الواضح أن مستقبل الذكاء الاصطناعي أصبح تكنولوجيا ذات قدرات عالية لتغيير عالمنا بأساليب نوعية مختلفة، وسنحتاج إلى البدء بالتفكير في الكيفية التي نريد استخدامه بها.
وعلى هذا الصعيد شكل الذكاء الاصطناعي أحد أهم المحاور التي تضمنتها رؤية المملكة 2030، فهذا الجانب لا يلبي الاحتياجات الحالية والمستقبلية فحسب، بل يتناغم مع المسار المتطور لاستراتيجية البناء الشامل في السعودية ككل. وقطعت الحكومة أيضا أشواطا واسعة في هذا المجال، استنادا إلى مخططات اختصرت مساحات زمنية ضرورية لتحقيق الأهداف المنشودة. ولأن الأمر كذلك، احتلت المملكة المركز الأول عالميا في مؤشر الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي، وهو أحد مؤشرات التصنيف العالمي للذكاء الاصطناعي الذي تصدره مؤسسة Tortoise Intelligence. وهذا المؤشر يعد من أهم البيانات التي تصدر عن المؤسسات المختصة، نظرا إلى أنه يقيس قدرات أكثر من 60 دولة في هذا الميدان المحوري. وهذه النتيجة تعزز مجددا آفاق الذكاء الاصطناعي، الذي بات يمثل محورا مهما على صعيد البناء والتنمية والاستدامة الاقتصادية والعلمية والعملية.
الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، اختصر أهمية هذه الساحة بتوصيف شامل عميق، مؤكدا أن "الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، يمكن أن تجنب العالم كثيرا من المضار، في حال استخدامها على النحو الأمثل، وتجلب لهذا العالم كثيرا من الفوائد الضخمة". إنها رؤية واضحة لا تختص فقط بالفوائد التي تحصدها السعودية في هذا المجال، بل تشمل أيضا مساهمة هذه التكنولوجيا في خير البشرية والحفاظ على مكتسباتها. هذه الرؤية الشاملة، هي التي وضعتها في مقدمة الدول التي تنفذ سلسلة لا تنتهي من الاستراتيجيات لتحقيق الغايات المرجوة من الذكاء الاصطناعي الذي بات مرتبطا مباشرة بكل تطور.
تقدم المملكة على ألمانيا والصين في مؤشر الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي، يمنحها المسار في هذا المجال مزيدا من قوة الدفع، خصوصا أن هناك دولا تواجه مصاعب جمة في تحقيق حتى الحدود الدنيا في هذا الميدان. والواضح أن الاستراتيجية الحكومية، لا تتماشى فقط مع التقدم الحاصل على الساحة، بل تشمل مكامن التطور في عالم الذكاء الاصطناعي على المدى البعيد. وهنا تأتي أهمية أي استراتيجية عندما تحاكي المستقبل بكل استحقاقاته ومتطلباته واحتياجاته. فالتصنيف العالمي للذكاء الاصطناعي يقيس أكثر من 100 معيار ضمن سبعة مؤشرات، تتقدمها الاستراتيجية الحكومية، إلى جانب البحث، والتطوير، والكفاءات، والبنية التحتية، والبيئة التشغيلية، والتجارة. فالاستراتيجية تعد الأساس في مسار التطوير الخاص في ميدان يتوسع يوما بعد يوم، ومن هنا تأتي أهمية حصول السعودية على المركز الأول.
اللافت أن المملكة حققت بالفعل نسبة 100 في المائة في معايير المؤشر، ما يعني أن التوجهات الحكومية في هذا المجال تحقق قفزات نوعية في فترات زمنية قصيرة. كل هذا يصب في مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي أطلقت من أجل البناء الاستراتيجي الشامل الذي يدون لقرون بما تستحقه السعودية، وبما يتماشى مع قدراتها البشرية والعملية وثرواتها. ففي فترة قصيرة نسبيا، حققت البلاد تقدما كبيرا في كل مجال، على صعيد المشاريع الاستراتيجية للرؤية. ونتيجة لجودة التنفيذ والإشراف المباشر عليها من أعلى هرم القيادة، تم إنجاز المشاريع حتى قبل مواعيدها المحددة. والاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي، تدخل ضمن هذه المشاريع، بحيث أتمت خطوات بأعلى معايير الجودة، وباتت تنافس الدول التي تتمتع بقدرات كبيرة في الذكاء الاصطناعي، وما يرتبط به. التطلعات في هذا المجال لا حدود لها، والقيادة العليا تعلق كثيرا من الآمال على الأداء الجيد. فالمسألة لا تتعلق فقط بالتنافس على المستوى العالمي، بل بتوفير كل ما يحتاج إليه حاضر المملكة ومستقبلها.

author: 
Image: 

ما هو رد فعلك؟

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow